الثلاثاء، مارس 24، 2009

مصر تفوز بها للعام الثاني‮:الأديب يوسف زيدان يفوز بجائزة البوكر العالمية


‮ ‬ رسالة أبو ظبي: منصورة عز الدين
حسمت الناقدة اللبنانية‮ ‬يمني العيد الأمر حينما أكدت في المؤتمر الصحفي الذي تلا حفل تسليم الجائزة العالمية للرواية العربية‮ ‬أن فوز رواية‮ "‬عزازيل‮" ‬للروائي‮ ‬يوسف زيدان جاء بالإجماع‮.‬
وأشارت إلي أن النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم كان هادئا وحميميا،‮ "‬وجدنا في عزازيل ثراء كبيرا،‮ ‬وأنا شخصيا أعجبت بأسلوب الكاتب الذي استعمل السرد الكلاسيكي ليقدم عملا معاصرا قويا،‮ ‬في الوقت الذي‮ ‬غرقت فيه بعض الروايات العربية الحديثة في الشكلانية‮".‬
كما أشادت رئيسة لجنة التحكيم برسم المؤلف للشخصية الرئيسية في الرواية واصفة إياه بأنه‮ "‬روعة من الروائع‮"‬،‮ "‬ثراء الرواية وأسلوبها ولغتها وبناء شخصياتها وعالمها هو ما دفعنا للإجماع علي اختيارها‮". ‬
ورفضت العيد أن تفصح عن اسم الرواية التي اقتربت من الفوز بعد‮ "‬عزازيل‮" ‬مؤكدة أن الجواب لا‮ ‬يفيد شيئا سوي ارضاء الفضول،‮ ‬غير أن أخبار الأدب علمت أن اللجنة لجأت في اختيارها النهائي للرواية الفائزة إلي أن‮ ‬يدون كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم اسم روايتين احداهما كخيار أول له،‮ ‬والأخري كخيار ثانٍ،‮ ‬فاختار أربعة أعضاء من الخمسة رواية‮ ‬يوسف زيدان للفوز بالجائزة‮. ‬وكان هناك ثلاث روايات أخري تليها بالتساوي هي‮: "‬المترجم الخائن‮" ‬لفواز حداد،‮ ‬و"زمن الخيول البيضاء‮" ‬لإبراهيم نصر الله،‮ ‬و"روائح ماري كلير‮" ‬للحبيب السالمي‮.‬
بورصة الشائعات كانت‮ ‬قد رشحت رواية زيدان للفوز بالجائزة،‮ ‬إلا أن هذا الترشيح جاء من باب التكهنات وليس التسريب،‮ ‬بدليل أنه حتي اللحظات الأخيرة كانت هناك شائعات أخري عديدة طرحت بعضها‮ "‬جوع‮" ‬للروائي الكبير محمد البساطي كرواية فائزة،‮ ‬وبعضها الآخر أكد فوز‮ "‬المترجم الخائن‮"‬،‮ ‬في حين توقع كثيرون فوز‮ "‬زمن الخيول العربية‮" ‬أو‮ "‬روائح ماري كلير‮".‬
كتاب القائمة القصيرة أنفسهم لم‮ ‬يعرفوا اسم الفائز بالجائزة حتي لحظة إعلانها،‮ ‬مما ضاعف من جو الإثارة والتشويق‮.‬
كان الترقب هو العنوان الأساسي‮ ‬يوم إعلان الجائزة،‮ ‬يوسف زيدان حرص علي متابعة موقع الجائزة علي الانترنت للتعرف علي سير التصويت في الاستفتاء الذي‮ ‬يختار الجمهور العمل الفائز،‮ ‬وكان مسرورا من أن روايته جاءت في المركز الأول‮. ‬فواز حداد بدا كما لو كان مدركا أن حظوظ روايته في الفوز كبيرة،‮ ‬إبراهيم نصر الله والحبيب السالمي كانا هادئين،‮ ‬إنما مع كثير من الترقب والتفاؤل،‮ ‬أما أنعام كجه جي فكانت سعيدة ومسترخية تماماً‮ ‬كأنما‮ ‬يكفيها الوصول للقائمة القصيرة‮.‬
الشئ الآخر الذي‮ ‬يحسب لجائزة البوكر العربية كما بدا في أروقة فندق‮ "‬بيتش روتانا‮" ‬_‮ ‬حيث اقيم الإحتفال‮- ‬هو أنها ساهمت كثيرا في الوصول بالعلاقة بين المبدع وناشره إلي نوع من العلاقة الصحية‮ ‬_‮ ‬علي الأقل بالنسبة لكتاب القائمة القصيرة وناشريهم‮- ‬فالجائزة بدت كأنها للناشر بقدر ما هي للمؤلف وعمله،‮ ‬الناشر إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق وزوجته الناشرة أميرة أبو المجد كانا موجودين مع‮ ‬يوسف زيدان وتحمسا كثيرا بمجرد إعلان فوز روايته،‮ ‬والناشرة والروائية رشا الأمير صاحبة دار الجديد رافقت كاتبتها أنعام كجه جي،‮ ‬والناشرة رنا إدريس مديرة دار الآداب حرصت علي التواجد بجانب محمد البساطي والحبيب السالمي،‮ ‬وكذلك فعل بشار شبارو صاحب الدار العربية للعلوم مع كاتبه إبراهيم نصر الله،‮ ‬أما الناشر رياض الريس ومؤلفه فواز حداد فظلا متلازمين معظم الوقت‮.‬
وكان حفل إعلان الجائزة قد بدأ في السابعة من مساء الاثنين الماضي وقامت بتقديمه الشاعرة اللبنانية جمانة حداد المديرة الإدارية للجائزة التي أكدت أن‮ "‬البوكر العربية حققت نجاحاً‮ ‬لافتاً‮ ‬للسنة الثانية علي التوالي،‮ ‬وازدادت رسوخاً‮ ‬ورؤية ونفاذاً‮ ‬ورحابةً،‮ ‬وأصبحت أكثر قدرة علي تحقيق هدفها في‮ ‬أن تصير ضميراً‮ ‬نقدياً‮ ‬ومرجعاً‮ ‬أدبياً‮ ‬في‮ ‬كل ما‮ ‬يتعلق بالرواية العربية الحديثة‮".‬
ثم ألقي جوناثان تايلور رئيس مجلس أمناء الجائزة كلمة أكد فيها علي أهميتها،‮ ‬حيث رأي أنها جائزة جيدة‮ ‬يمكن أن تحل التناقض القائم بين القيمة الأدبية وظاهرة الأكثر مبيعا،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أنها سوف تساعد بقوة علي نشر الأدب العربي في الخارج‮ . ‬وأشار تايلور إلي أن جديد الجائزة سوف‮ ‬يتمثل في إقامة ورش كتابة للكتاب الشبان،‮ ‬وهو الأمر الذي كان مقررا أن‮ ‬يناقشه مجلس الأمناء في اليوم التالي للحفل‮.‬
وبدوره،‮ ‬أعرب أحمد علي‮ ‬الصايغ،‮ ‬العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات عن سعادته بدعم المؤسسة لهذه الجائزة الأدبية العربية المرموقة،‮ ‬وقال‮: "‬إن لدينا طيفا واسعا من الكتابات الأدبية التي‮ ‬تستحق جمهوراً‮ ‬أكبر في‮ ‬الدول العربية،‮ ‬والعالم‮".‬
وألقي الكاتب الهندي أميتاف جوش كلمة أكد فيها علي تأثره بالأدب العربي وإعجابه الشديد به منوها بأسماء مثل‮: ‬الطيب صالح،‮ ‬نجيب محفوظ،‮ ‬جمال الغيطاني،‮ ‬نوال السعداوي،‮ ‬إلياس خوري،‮ ‬وغسان كنفاني،‮ ‬وغيرهم من الكتاب الذين قرأهم وأحب أعمالهم‮.‬
وحينما صعد الروائي‮ ‬يوسف زيدان ليلقي كلمة عقب إعلان فوز روايته قال مازحا إنه‮ ‬لم‮ ‬يتوقع فوزه بالجائزة أو عدم فوزه بها،‮ ‬إلا أن عزازيل نفسه كان‮ ‬يتوقع،‮ ‬لذا فقد أملي عليه كلمة قصيرة،‮ ‬جاء فيها أن الجائزة تمثل بالنسبة له أهمية كبري وتدعوه لمزيد من الحرص علي التميز الروائي وعلي‮ ‬سلوك الطرق الروائية‮ ‬غير المعبدة
عن اخبار الادب .‬

ليست هناك تعليقات: