رسالة أبو ظبي: منصورة عز الدين
حسمت الناقدة اللبنانية يمني العيد الأمر حينما أكدت في المؤتمر الصحفي الذي تلا حفل تسليم الجائزة العالمية للرواية العربية أن فوز رواية "عزازيل" للروائي يوسف زيدان جاء بالإجماع.
وأشارت إلي أن النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم كان هادئا وحميميا، "وجدنا في عزازيل ثراء كبيرا، وأنا شخصيا أعجبت بأسلوب الكاتب الذي استعمل السرد الكلاسيكي ليقدم عملا معاصرا قويا، في الوقت الذي غرقت فيه بعض الروايات العربية الحديثة في الشكلانية".
كما أشادت رئيسة لجنة التحكيم برسم المؤلف للشخصية الرئيسية في الرواية واصفة إياه بأنه "روعة من الروائع"، "ثراء الرواية وأسلوبها ولغتها وبناء شخصياتها وعالمها هو ما دفعنا للإجماع علي اختيارها".
ورفضت العيد أن تفصح عن اسم الرواية التي اقتربت من الفوز بعد "عزازيل" مؤكدة أن الجواب لا يفيد شيئا سوي ارضاء الفضول، غير أن أخبار الأدب علمت أن اللجنة لجأت في اختيارها النهائي للرواية الفائزة إلي أن يدون كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم اسم روايتين احداهما كخيار أول له، والأخري كخيار ثانٍ، فاختار أربعة أعضاء من الخمسة رواية يوسف زيدان للفوز بالجائزة. وكان هناك ثلاث روايات أخري تليها بالتساوي هي: "المترجم الخائن" لفواز حداد، و"زمن الخيول البيضاء" لإبراهيم نصر الله، و"روائح ماري كلير" للحبيب السالمي.
بورصة الشائعات كانت قد رشحت رواية زيدان للفوز بالجائزة، إلا أن هذا الترشيح جاء من باب التكهنات وليس التسريب، بدليل أنه حتي اللحظات الأخيرة كانت هناك شائعات أخري عديدة طرحت بعضها "جوع" للروائي الكبير محمد البساطي كرواية فائزة، وبعضها الآخر أكد فوز "المترجم الخائن"، في حين توقع كثيرون فوز "زمن الخيول العربية" أو "روائح ماري كلير".
كتاب القائمة القصيرة أنفسهم لم يعرفوا اسم الفائز بالجائزة حتي لحظة إعلانها، مما ضاعف من جو الإثارة والتشويق.
كان الترقب هو العنوان الأساسي يوم إعلان الجائزة، يوسف زيدان حرص علي متابعة موقع الجائزة علي الانترنت للتعرف علي سير التصويت في الاستفتاء الذي يختار الجمهور العمل الفائز، وكان مسرورا من أن روايته جاءت في المركز الأول. فواز حداد بدا كما لو كان مدركا أن حظوظ روايته في الفوز كبيرة، إبراهيم نصر الله والحبيب السالمي كانا هادئين، إنما مع كثير من الترقب والتفاؤل، أما أنعام كجه جي فكانت سعيدة ومسترخية تماماً كأنما يكفيها الوصول للقائمة القصيرة.
الشئ الآخر الذي يحسب لجائزة البوكر العربية كما بدا في أروقة فندق "بيتش روتانا" _ حيث اقيم الإحتفال- هو أنها ساهمت كثيرا في الوصول بالعلاقة بين المبدع وناشره إلي نوع من العلاقة الصحية _ علي الأقل بالنسبة لكتاب القائمة القصيرة وناشريهم- فالجائزة بدت كأنها للناشر بقدر ما هي للمؤلف وعمله، الناشر إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق وزوجته الناشرة أميرة أبو المجد كانا موجودين مع يوسف زيدان وتحمسا كثيرا بمجرد إعلان فوز روايته، والناشرة والروائية رشا الأمير صاحبة دار الجديد رافقت كاتبتها أنعام كجه جي، والناشرة رنا إدريس مديرة دار الآداب حرصت علي التواجد بجانب محمد البساطي والحبيب السالمي، وكذلك فعل بشار شبارو صاحب الدار العربية للعلوم مع كاتبه إبراهيم نصر الله، أما الناشر رياض الريس ومؤلفه فواز حداد فظلا متلازمين معظم الوقت.
وكان حفل إعلان الجائزة قد بدأ في السابعة من مساء الاثنين الماضي وقامت بتقديمه الشاعرة اللبنانية جمانة حداد المديرة الإدارية للجائزة التي أكدت أن "البوكر العربية حققت نجاحاً لافتاً للسنة الثانية علي التوالي، وازدادت رسوخاً ورؤية ونفاذاً ورحابةً، وأصبحت أكثر قدرة علي تحقيق هدفها في أن تصير ضميراً نقدياً ومرجعاً أدبياً في كل ما يتعلق بالرواية العربية الحديثة".
ثم ألقي جوناثان تايلور رئيس مجلس أمناء الجائزة كلمة أكد فيها علي أهميتها، حيث رأي أنها جائزة جيدة يمكن أن تحل التناقض القائم بين القيمة الأدبية وظاهرة الأكثر مبيعا، مشيراً إلي أنها سوف تساعد بقوة علي نشر الأدب العربي في الخارج . وأشار تايلور إلي أن جديد الجائزة سوف يتمثل في إقامة ورش كتابة للكتاب الشبان، وهو الأمر الذي كان مقررا أن يناقشه مجلس الأمناء في اليوم التالي للحفل.
وبدوره، أعرب أحمد علي الصايغ، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات عن سعادته بدعم المؤسسة لهذه الجائزة الأدبية العربية المرموقة، وقال: "إن لدينا طيفا واسعا من الكتابات الأدبية التي تستحق جمهوراً أكبر في الدول العربية، والعالم".
وألقي الكاتب الهندي أميتاف جوش كلمة أكد فيها علي تأثره بالأدب العربي وإعجابه الشديد به منوها بأسماء مثل: الطيب صالح، نجيب محفوظ، جمال الغيطاني، نوال السعداوي، إلياس خوري، وغسان كنفاني، وغيرهم من الكتاب الذين قرأهم وأحب أعمالهم.
وحينما صعد الروائي يوسف زيدان ليلقي كلمة عقب إعلان فوز روايته قال مازحا إنه لم يتوقع فوزه بالجائزة أو عدم فوزه بها، إلا أن عزازيل نفسه كان يتوقع، لذا فقد أملي عليه كلمة قصيرة، جاء فيها أن الجائزة تمثل بالنسبة له أهمية كبري وتدعوه لمزيد من الحرص علي التميز الروائي وعلي سلوك الطرق الروائية غير المعبدة
عن اخبار الادب .
الثلاثاء، مارس 24، 2009
مصر تفوز بها للعام الثاني:الأديب يوسف زيدان يفوز بجائزة البوكر العالمية
Posted by حكاياتى at 3/24/2009 05:53:00 م
Labels: مشاركات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق