الخميس، مارس 05، 2009

ابراهيم حمزة فى منتدى القصة العربية



فى ليلة شديدة البرودة ، تحولت برودتها لدفء وحميمية حقيقية ، بفضل قيمة ادبية كبيرة اسمها محمد عبد الله الهادى
[img]


، الذى قاد مناقشة عمل أدبى جميل للأديب الزميل بالمنتدى " العربى عبد الوهاب " هو رواية " إنهم يموتون فى الربيع "


تأخر بدء المناقشة للترحيب بالضيوف وتقديم واجب الضيافة ، لا تنس اننا فى الشرقية ، حتى
بدأت بعد السابعة بقليل ، اتحاد الكتاب فرع الزقازيق ، يحتل شقة جميلة بشارع مسجد الرحمن بحى القومية بالزقازيق ، قدم الندوة الروائى الكبير محمد عبد الله الهادى ، بكلمة قصيرة بليغة تعرفنا فيها على العربى عبد الوهاب وروايته ، وكانت قد نشرت مسلسلة بجريدة الجمهورية عام 2001م ثم تحدث " الهادى " على تخلى جريدة الجمهورية عن دورها الثقافى والتنويرى ، الذى تراجعت عنه بامتياز ، وصار باب نادى أدباء الأقاليم يظهر كل عدة أسابيع على استحياء ، وربما شاركت صحف أخرى فى تهميش الأدب أيضا . ثم قرأ الكاتب سطورا من الرواية ،
ثم بدأ إبراهيم حمزة فى تقديم رؤيته للرواية فأشار إلى أنها رواية ممتعة وهذه المتعة صار البعض من الكتاب يترددون ألف مرة ، قبل السماح للقارىء فى تذوقها والاستقواء بها على مرارات الحياة ، وكأنها لعنة يوسف شاهين قد أصابت الأدباء ، الرواية هنا مما وصفه "رولان بارت" بوصف مزعج " روايات القراءة " قاصدا الروايات السهلة فى التلقى ، أو واضحة الهدف ، وكأن الكاتب يعيبه أن يكون واضحا فى طرحه ، رغم أن كتابا كبار يمكن وصف رواياتهم الجميلة بكل اطمئنان بأنها " رواية قراءة " ، لكن الأدباء يهابون هذه التهمة ، وكذلك النقاد مازالوا يخشون ولوج كتابات إحسان واسماعيل ولى الدين وفاروق جويدة وغيرهم .
رغم أن الوضوح حق أصيل للقارىء ، لكنى أعود فأنفى التهمة عن راوينا وروايته ، فوضوحه هو وضوح الشمس التى لا ندرك ونحن ننظر لها بملايين التفاعلات التى تنفجر فى قلبها المتخم باللهيب ، لقد عبرت الرواية بحميمية عن عالم المهمشين ، وهذا التعبير المكرر ، فى الشكل ليس مكررا عند التامل فيه ، فالعربى عبد الوهاب يكتب من داخل الأطار ، بل يشتعل بآلام من يكتب عنهم ، لأنه – ببساطة منهم ، هى كتابة العارف إذن ، ليست مدعاة كما الكثير من البكاء على أطلال المهمشين من خلال منظار وجودى لا علاقة له بالجوع أو المعاناة .
ثم سعى لتحليل تأثير المكان على الشخوص والأحداث وعلاقة المكان بالجنس ، واللغة ( الدراسة بكاملها موجودة بالمنتدى على هذا الرابط
http://www.arabicstory.net/forum/index.php?showtopic=13755

ثم قدم الأستاذ محمد عبد الله الهادى الناقد الثانى الدكتور شريف الجيار ،

وللدكتور شريف أعمال هامة منها

شعر إبراهيم ناجي ، دراسة أسلوبية :
طبعة أولى : دار الثقافة المصرية، القاهرة 2004م
طبعة ثانية : الهيئة المصرية العامة للكتاب (تحت الطبع)
ـ التداخل الثقافي في سرديات إحسان عبد القدوس، مدخل نقدي مقارن : الهيئة العامة لقصور الثقافة ، سلسلة كتابات نقدية، القاهرة 2005م
ـ الراوي في رواية الواقعية السحرية في مصر، رواية "ظلال حائرة" لـ"عبد المنعم شلبي" نموذجًا: بحث مقدم للمؤتمر العلمي الثالث لقسم اللغة العربية (رواية ما بعد الحداثة)، كلية آداب بني سويف، 8-9 أبريل 2006م
ـ الرؤية السردية في أدب نجيب محفوظ الروائي، رواية اللص والكلاب نموذجًا : بحث مقدم لمؤتمر اتحاد كتاب مصر، وكان عنوانه نجيب محفوظ والرواية العربية، المؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب، 21-23 نوفمبر 2006م
ـ أدب إحسان عبد القدوس بين القبول والرفض : بحث مقدم لندوة المجلس الأعلى للثقافة عن إحسان عبد القدوس، القاهرة 10-11 يناير 2007م



تحدث الدكتور شريف عن أهمية الحذف لدى الكاتب الجاد الذى يتخلص من النتوءات الكلامية ، مخلصا الرواية من أثقال لا تتحملها ، ثم تحدث عن قيمة المفارقة الدالة فى العمل ، مؤكدا أن رواية العربى عبد الوهاب من روايات البوح من الطراز الأول ، وتحدث عن كوبرى مسطرد كرمز للتوقف بين القرية المدينة ، وأيضا الضياع ةخشية السقوط التى يمثلها الكوبرى ، ثم أشار للجنس باعتباره رغبة ريفية صادقة للتكاثر والشعور بالذات ، وأكد أن الترمس الذى يبيعه أحد الشخصيات هو رمز لفقدان الهوية عند الإنسان المصرى
وأشاد بلغة الرواية وميله لرواية الأصوات واختتم القراءة بأنه يرى العمل " مسرواية " بما يحمله من خصائص صوتية متعددة تمكنه من التقلب بين فنى المسرح والرواية .
- ثراء المناقشات :
كانت مناقشات الصالة شديدة الثراء ، حيث اعترض حاتم عبد الهادى – كعادته – على تخلف النقد عن الإبداع ، متسائلا : ما الجديد الذى قدمه النقد لهذا العمل الروائى ؟ ثم تحدث الكاتب عطية الشوباشى حديثا مسهبا ممتعا ، بين فيه رؤيته للرواية . وتساءل الدكتور صلاح عن إمكانية انتشار هذا اللون من الروايات (رواية الأصوات المتعددة ) ثم تحدث المبدع الأستاذ الدكتور محمود عبد الحفيظ عن أهمية الرواية ، وجديدها ، وأشار الأستاذ الدكتور محمد عبد الحليم غنيم لتحفظاته على الرؤى النقدية المطروحة ، واتفاقاته معها ، وتحدث العم مأمون كامل عن اتساق رؤية العربى عبد الوهاب مع فكره وحياته ومجتمعه أيضا .. كذلك أوضح القاص إبراهيم عطية – وهو ناشر الرواية – أنه يعتبر الرواية رغم أنها تسبق رواية خليج الطبالة إلا أنها تتسق مع مرحلتها ، ثم تمنى الأستاذ عبد الحكيم محمود وجود مدونة او مضبطة لما يدور من مناقشات نقدية ثرية ، وبعد الردود من الناقدين ، انتهت الندوة .

على الهامش :
-أهدانى الروائى الكبير محمد عبد الله الهادى روايته الكبيرة حجما وقيمة "ليالى الرقص فى الجزيرة " .

- لم يستطع إبراهيم عطية – المبدع الجميل – التخلص من طبيعته الشرقاوية ، فاهتم بتقديم أمور الضيافة بنفسه ، بحفاوة طبيعية فى شخصية إبراهيم عطية .
- حال البرد الشديد دون توافد الكثيرين ، فاحتفظت الجلسة بخصوصية جميلة .
- حذرنى الصديق إبراهيم حامد من عنف النقد للرواية ، مؤكدا أنه على قدر ما تشيد بالرواية ، تجد " الواجب " مقدما لك .. حقيقة إبراهيم حامد بسمة غاية فى الصفاء والطيبة .
- المبدع الشاعر والمترجم حسن حجازى أكرمنى بإهدائه لى بعض إبداعاته .


- حضرت بعض طالبات الأستاذ الدكتور محمود عبد الحفيظ .
- حرص المبدع محمد عبد الله الهادى على الاطمئنان تليفونيا على المواصلات والوصول ، ولولا تقارب فارق السن لقلت أنى شعرت بأبوة حانية جدا من هذا الرجل الجميل .
- إلى لقاء قريب

ليست هناك تعليقات: